هل الصيغة حقيقة في الوجوب أو في الندب أو فيهما على سبيل الاشتراك اللفظي أو المعنوي؟ وجوه أقواها الأخير، [66] ولكنها عند الاطلاق تحمل على الأول [67]. ولعل السر في ذلك أن الإرادة المتوجهة إلى الفعل تقتضي وجوده ليس الا، والندب انما يأتي من قبل الاذن في الترك، منضما إلى الإرادة المذكورة، فاحتاج الندب إلى قيد زائد، بخلاف
____________________
معنى الصيغة [66] والشاهد على ذلك هو الوجدان، فان الآمر مع الاذن في الترك لم يعد عند العرف خارجا عن تعهد الواضع، ولا عن مقتضى الوضع ولو لقرينة، كمن قال: رأيت أسدا يرمي، وأيضا نرى بالوجدان ان المفهوم من الهيئة في الواجب والمستحب شئ واحد ولا تباين بينهما، وهذا شاهد صدق على وحدة المعنى فيهما وان كانت المصاديق مختلفة.
[67] ويشهد بذلك ان أهل العرف لا يعدون المأمور معذورا في المخالفة باحتمال إرادة الندب.
[67] ويشهد بذلك ان أهل العرف لا يعدون المأمور معذورا في المخالفة باحتمال إرادة الندب.