(1).
ويفهم البعض أن صلة هذه المواهب المادية في الدنيا مع الاستغفار والتطهر من الذنوب معنوية وغير معروفة، في حين أنه لا دليل على ذلك، بل الصلة بينهما ظاهرة معروفة.
فأي أحد لا يعلم أن الكذب والسرقة والفساد تهدم العلاقات الاجتماعية؟
وأي أحد لا يعلم أن الظلم والتبعيض والإجحاف تجعل من حياة الناس جحيما وتكدر صفوهم؟! وأي أحد يشك في حقيقة أن قبول أصل التوحيد وتكوين مجتمع توحيدي على أساس قيادة الأنبياء، وتطهير المجتمع من الذنوب والآثام، والتحلي بالقيم الإنسانية - وهي الأصول الأربعة ذاتها التي أشير إليها في الآيات المتقدمة - يسير بالمجتمع البشري نحو هدف تكاملي أفضل، ويخلق محيطا آمنا عامرا بالصفاء والحرية والصلاح؟
وعلى هذا الأساس نقرأ بعد هذه الأصول الأربعة في الآيات المتقدمة قوله تعالى: يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى.
* * *