الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٤٠٧
الأول: إن هذا الكذب والافتراء لا يمكن أن يكون أساسا لفلاح ونجاح هؤلاء أبدا، ولا يوصلهم إلى هدفهم مطلقا، بل إنهم يصبحون حيارى تائهين تحيط التعاسة والشقاء والهزيمة بأطرافهم.
الثاني: على فرض أنهم استطاعوا أن يستغفلوا الناس ويخدعوهم بهذه الكلمات لعدة أيام، ويصلوا عن طريق الديانة الوثنية إلى رفاه وعيش رغيد، إلا أن هذا التمتع لا دوام ولا بقاء له، والعذاب الإلهي الخالد في انتظارهم.
* * * 2 ملاحظات 1 - إن كلمة " سلطان " تعني هنا الدليل، وهذه الكلمة أعمق وأبلغ من كلمة الدليل، لأن الدليل بمعنى الدلالة والإرشاد أما السلطان فهو الشئ الذي يسلط الإنسان على الطرف المقابل، ويناسب موارد البحث والجدال والنقاش، وهو إشارة إلى الدليل القاطع القوي.
2 - " المتاع " يعني الشئ الذي يستفيد منه الإنسان ويتمتع به، ومفهومه واسع جدا يشمل كل لوازم ووسائل الحياة والمواهب المادية. يقول الراغب في المفردات: كلما ينتفع به على وجه ما، فهو متاع ومتعة.
3 - إن التعبير ب‍ (نذيقهم) الذي ورد في شأن العذاب الإلهي يشير إلى أن هذا العذاب الذي سينال هؤلاء بدرجة من الشدة بحيث كأنهم يذوقونه بألسنتهم وأفواههم، وهذا التعبير أبلغ جدا من المشاهدة، بل وحتى من لمس العذاب.
* * *
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»
الفهرست