تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج ٤ - الصفحة ٦٠١
القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها بالمعتذر إليهم، فيقول: وعزتي وجلالي ما أفقرتكم في الدنيا من هوان بكم على ولترون ما اصنع بكم اليوم فمن زود منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده وادخلوه الجنة، قال: فيقول رجل منهم: يا رب ان أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء ولبسوا الثياب اللينة، وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب، فأعطني مثل ما أعطيتهم، فيقول تبارك وتعالى:
لك ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى انقضت الدنيا سبعون ضعفا.
38 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن عقبة عن إسماعيل بن سهل وإسماعيل بن عباد جميعا يرفعانه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ما كان من ولد آدم مؤمن الا فقيرا ولا كافر الا غنيا حتى جاء إبراهيم عليه السلام فقال: (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة، وفى هؤلاء أموالا وحاجة.
39 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل موسر (1) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله نقى الثوب فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء رجل معسر درن الثوب (2) فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أخفت أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رسول الله ان لي قرينا يزين لي كل قبيح، ويقبح لي كل حسن (3) وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله

(1) الموسر. الغنى.
(2) قوله (ع): (إلى رسول الله) قال الشيخ البهائي (قده) في المحكى عنه (إلى) بمعنى مع كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى (من أنصاري إلى الله) أو بمعنى عند كما في قول الشاعر (أشهى إلى من الرحيق السلسل) ويجوز ان يضمن جلس معنى توجه أو نحوه (انتهى) ودرن الثوب درنا: وسخ.
(3) قال المجلسي (ره): أي ان لي شيطانا يغويني ويجعل القبيح حسنا في نظري والحسن قبيحا وهذا الصادر منى من جملة اغوائه، ويمكن ان يراد به النفس الامارة التي طغت وبغت بالمال.
(٦٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 596 597 598 599 600 601 602 603 604 605 606 ... » »»
الفهرست