وأعدائهم، وما قيل إنه مانع لا منع فيه كما يظهر بأدنى تأمل على إرادة كل من المعنيين في الظاهر والباطن، كما نطقت به الأخبار الكثيرة عنهم عليهم السلام وقد ذكرنا في هذا الكتاب من ذلك ما فيه كفاية لمن تتبعه، ووقف على طريقهم عليهم السلام ويؤيد ذلك ما رواه في الكافي باسناده إلى حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا إلى أن قال عليه السلام:
ثم بشر في عترته بالأئمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) فعند ذلك قال صلى الله عليه وآله: الصبر من الايمان كالرأس من الجسد فشكر الله عز وجل ذلك له فأنزل الله عز وجل: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) فقال صلى الله عليه وآله: انه بشرى وانتقام مع ما رواه في أصول الكافي في كتاب فضل القرآن مسندا عن رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله وقد ذكر القرآن وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: حتى يقتلوهم وقد ضرب أمير المؤمنين عليه السلام في أعدائه مثلا ما ضرب الله لهم في أعدائهم بفرعون وهامان، فقال:
يا أيها الناس ان أول من بغى على الله عز وجل على وجه الأرض عناق بنت آدم عليه السلام خلق الله لها عشرين إصبعا لكل إصبع منها ظفران طويلان كالمنجلين العظيمين (1) وكان مجلسها في الأرض موضع جريب، فلما بغت بعث الله عز وجل لها أسدا كالفيل، وذئبا كالبعير ونسرا كالحمار، وكان ذلك في الخلق الأول فسلطهم الله عز وجل عليها فقتلوها، الا وقد قتل الله عز وجل فرعون وهامان وخسف الله تعالى بقارون، وانما هذا المثل لأعدائه الذين غصبوا حقه فأهلكهم الله، ثم قال علي صلوات الله عليه على أثر هذا المثل الذي ضربه: وقد كان لي حق حازه دوني من لم يكن له ولم أكن أشركه فيه ولا توبة له الا بكتاب منزل أو برسول مرسل، وانى له بالرسالة بعد