المعنى:
وإنما قال: " حلالا طيبا " فجمع الوصفين، لاختلاف الفائدتين: إذ وصفه بأنه حلال يفيد بأنه طلق. ووصفه بأنه طيب مفيد أنه مستلذ إما في العاجل وإما في الأجل. و " خطوات الشيطان " هاهنا قيل فيه خمسة أقوال: فقال ابن عباس:
أعماله. وقال مجاهد، وقتادة: خطاياه، وقال السدي: طاعتكم إياه. وقال الخليل:
ايثاره. وقال قوم: هي النذور في المعاصي. وقال الجبائي: ما يتخطى بكم إليه بالامر والترغيب. وروي أن هذه الآية نزلت، لما حرم أهل الجاهلية من ثقيف، وخزاعة، وبني مدلج من الانعام، والحرث: البحيرة والسائبة والوصيلة، فنهى الله تعالى عما كانوا يفعلونه، وأمر المؤمنين بخلافه. والاذن في الحلال يدل على حظر الحرام على اختلاف ضرور به، وأنواعه، فحملها على العموم أولى. والمآكل، والمنافع في الأصل للناس فيها ثلاثة أقوال: فقال قوم: هي على الحظر. وقال آخرون:
هي على الإباحة. وقال قوم: هي على الوقف. وحكي الرماني: أن فيهم من قال:
بعضها على الحظر، وبعضها على الإباحة. قد بينا ما عندنا في ذلك في أصول الفقه إلا أن هذه الآية دالة على إباحة المآكل إلا ما دل الدليل على حظره. (1) وقوله:
" انه لكم عدو مبين " في وصف الشيطان معناه أنه مظهر العداوة بما يدعوا إليه من خلاف الطاعة لله التي فيها النجاة من الهلاك، والفوز بالجنة.
قوله تعالى:
إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون (169) آية واحدة بلا خلاف.
اللغة:
الامر من الشيطان هو دعاؤه إلى الفعل، فأما الامر في اللغة، فهو قول