العقول دون مالا يتعارف في العقول بل يحتاج إلى مقدمات لا يتعارفها العقلاء من أهل اللغة، والمراعى في ذلك أن يكون هناك تعارف من جهة العقل تقتضيه الحكمة دون عادة أو تعارف شئ لان الحجة في الأول دون الثاني، ومن جهة التباس ذلك دخل الغلط على كثير من الناس.
فان قيل: كيف عددتم من جملة المحكم قوله: " ليس كمثله شئ " مع الاشتباه فيه بدخول الكاف؟ قلنا إنما قلنا إنه محكم لان مفهومه ليس مثله شئ على وجه من الوجوه دون أن يكون عند أحد من أهل التأويل ليس مثل مثله شئ فدخول الكاف وإن اشتبه على بعض الناس لم دخلت فلم يشتبه عليه المعنى الأول الذي من أجله كان محكما. وقد حكينا فيما مضى عن المرتضى (ره) علي بن الحسين الموسوي أنه قال: الكاف ليست زائدة وإنما نفى أن يكون لمثله مثل فإذا ثبت ذلك علم أنه لامثل له، لأنه لو كان له مثل لكان له أمثال، فكان يكون لمثله مثل، فإذا لم يكن له مثل مثل دل على أنه لامثل له غير أن هذا تدقيق في المعنى، فتصير الآية على هذا متشابهة، لان ذلك معلوم بالأدلة. وقد يكون الشئ محكما من وجه ومتشابها من وجه كما يكون معلوما من وجه، ومجهولا من وجه، فتصح الحجة به من وجه المعلوم دون المجهول.
الاعراب:
و (أخر) لا ينصرف لأنه معدول عن الألف واللام وهو صفة. وقال الكسائي:
لأنه صفة. قال المبرد: هذا غلط، وقال (لبد) صفة وكذلك (حطم) وهما منصرفان قال الله تعالى " أهلكت مالا لبدا " (1) وحكي عن أبي عبيدة أنه قال:
لم يصرفوا (أخر) لان واحده لا ينصرف في معرفة ولا نكرة. قال المبرد: وهذا غلط، لأنه يلزم أن لا يصرف غضابا وعطاشا، لان واحده غضبان وعطشان.
وهو لا ينصرف.