الموتى لإبراهيم ومن حجاجه للذي ادعى أنه رب العباد إلى غير ذلك مما تقدم ذكره مع البيان عنه وقال الربيع والسدي الآية تدل على أن النفقة في سبيل الله بسبعمائة مائة ضعف لقوله " سبع سنابل " فأما غيرها فبالحسنة عشرة. وقد بينا في ما تقدم أبواب البر كلها من سبيل الله فيمكن أن يقال ذلك عام في جميع ذلك. والذي ذكرناه مروي عن أبي عبد الله (ع) واختاره الجبائي: فان قيل هل رئي في سنبلة مائة حبة حتى يضرب المثل بها؟ قيل عنه ثلاثة أجوبة: أولها - أن ذلك متصور فشبه لذاك وإن لم ير كما قال امرؤ القيس: ومسنونة زرق كأنياب أغوال وقال تعالى (طلعها كأنه رؤس الشياطين) (1) الثاني - أنه قد رئي ذلك في سنبل الدخن. الثالث - أن السنبلة تنبت مائة حبة فقيل فيها على ذلك المعنى - كما يقال - في هذه الحبة حب كثير والأول هو الوجه. والوعد بالمضاعفة لمن أنفق في سبيل الله - في قول ابن عباس - وقال الضحاك ولغيرهم من المطيعين. وقوله: " أنبتت " فالنبت الحشيش وكلما ينبت من الأرض يقال فيه نبت نبتا. ونباتا. وأنبته الله إنباتا: ونبته تنبيتا قال (تعالى): (والله أنبتكم من الأرض نباتا) (2) على تقدير فنبتم نباتا وانه لحسن النبت. والمنبت الأصل. فلان في منبت صدق أي في أصل كريم، لأنه يخرج منه كما يخرج النبات. والنبوت: شجر الخشخاش. وأنبت الغلام: إذا راهق واستبان شعر عانته.
والسنبلة على وزن فنعله لقولهم أسبل الزرع بمعنى سنبل إذا صار فيه السنبل.
والأصل فيه الاسبال، وهو ارسال الستر ونحوه. فمنه أسبل الزرع، لأنه استرسل بالسنبل كما يسترسل الستر في الاسبال فيطول، لأنه صار فيه حب مستور كما يستر بالاسبال. فأما السبيل الطريق، فلانه يرسل فيه المار به.
والمائة: عدد معروف يجمع على مئات ومئين (3). ويقال أمأت الغنم إذا بلغت مائة. وأمأيتها أنا أي وفيتها مائة. والمأي (4) النميمة بين القوم