وجبذ يجبذ جبذا فهو جابذ فلذلك لما تصرف صاره يصيره صيرا كما ينصرف صراه يصريه صريا، لم يكن أحدهما أصلا للاخر، ولكن المقلوب نحو قسى لان بابه على تأخير السين نحو قوس، واقواس وقويس.
المعنى:
وقوله (ثم اجعل على كل جبل منهن جزأ) قال ابن عباس، والحسن وقتادة: إنها كانت أربعة. وقال ابن جريج، والسدي: كانت سبعة. وقال مجاهد، والضحاك كل جبل على العموم بحسب الامكان، كأنه قيل كل فرقة على جبل يمكنك التفرقة عليه. ووري عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما السلام) (1) أنها كانت عشرة. وفي رواية أخرى أنها كانت سبعة، والفرق بين الجزء والسهم أن السهم من الجملة ما انقسمت عليه، وليس كذلك الجزء نحو الاثنين وهو سهم من العشرة لأنها تنقسم عليه، وليس كذلك الثلاثة وهو جزء منها لأنه بعض لها فان قيل:
كيف أجيب إبراهيم إلى آيات الآخرة دون موسى في قوله (رب أرني أنظر إليك). (2) قيل عنه جوابان:
أحدهما أنه سأل أية لا يصح معها بقاء التكليف من وقوع الضرورة التي لا يعترضها الشكوك بوجه من الوجوه، وإبراهيم إنما سأل في شئ خاص يصح معه التكليف.
والقول الاخر - أن الأحوال قد تختلف فيكون الأصلح الأصوب في بعض الأوقات الإجابة، وفي وقت آخر المنع فيما لم يتقدم فيه إذن. فان قيل: كيف قال:
(ثم أدعهن) ودعاء الجماد قبيح؟ قلنا إنما أراد بذلك الإشارة إليها والايماء لتقبل عليه إذا أحياها الله. فأما من قال أنه جعل على كل جبل طيرا ثم دعاها فبعيد، لان ذلك لا يفيد ما طلب، لأنه إنما طلب ما يعلم به كونه قادرا على إحياء الموتى، وليس في مجئ طير حي بالايماء إليه ما يدل عليه. وفي الكلام حذف، فكأنه قال: فقطعهن