حبان قال كان جدي منقذ بن عمرو أصابته آمة في رأسه فكسرت لسانه ونازعت عقله وكان لا يدع التجارة فلا يزال يغبن فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا بعت فقل لا خلابة وأنت في كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلا ث ليال وعاش مائة وثلاثين سنة فكان في زمن عثمان يبتاع في السوق فيصير إلى أهله فيلومونه فيرده ويقول إن النبي صلى الله عليه وسلم جعلني بالخيار ثلاثا فيمر الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول صدق انتهى ذكره في ترجمة منقذ وذكره في تاريخه الكبير فلم يصل سنده به فقال قال عياش بن الوليد ثنا عبد الأعلى به سواء وذهل بن القطان في كتابه فأنكر على عبد الحق حين عزاه إلى تاريخ البخاري وقال إن البخاري لم يصل سنده به ثم أنكر عليه كونه لم يعله بابن إسحاق وكان بن القطان لم يقف على تاريخ البخاري الوسط وابن إسحاق الأكثر على توثيقه وممن وثقه البخاري والله أعلم ورواه بن أبي شيبة في مصنفة في باب الرد على أبي حنيفة حدثنا عباد بن العوام عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنقذ بن عمرو قل لا خلابة إذا بعت بيعا فأنت بالخيار ثلاثا انتهى طريق أخرى للحديث مسندة قال الطبراني في معجمه الوسط حدثنا أحمد بن رشدين ثنا يحيى بن بكير ثنا بن لهيعة حدثني حبان بن واسع عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة أنه كلم عمر بن الخطاب في البيوع فقال عمر ما أجد لكم أوسع مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحبان بن منقذ أنه كان ضرير البصر فجعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدة ثلاثة أيام فيما اشترى فإن رضى أخذ وإن سخط ترك انتهى وقال لا يروي عن عمر الا بهذا الاسناد تفرد به بن لهيعة انتهى وأخرجه الدارقطني في سننه كذلك عن بن لهيعة به وتلحق هذه الرواية بالأولى واعلم أن الحديث في السنن الأربعة من رواية أنس ليس فيه ذكر الخيار أخرجوه عن سعيد عن قتادة عن أنس أن رجلا كان في عقدته ضعف وكان يبايع وأن أهله أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله احجر عليه فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن البيع فقال يا رسول الله لا أصبر عن البيع فقال إذا بايعت فقل لا خلابة انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح انتهى
(٤٣٣)