إلى فلان الجزار فخذ لنا بدرهم لحما فذهب فرهن الدينار بدرهم بلحم فجاء به فعجنت وخبزت وأرسلت إلى أبيها فجاء فقالت يا رسول الله أذكر لك فإن رأيته حلالا لنا أكلناه من شأنه كذا وكذا فقال كلوا بسم الله فأكلوا فبينا هم مكانهم إذا غلام ينشد الله والاسلام الدينار فأمر النبي صلى الله عليه وسلم به فدعى فسأله فقال سقط مني في السوق فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا علي اذهب إلى الجزار فقل له إن رسول الله يقول لك أرسل إلي بالدينار ودرهمك علي فأرسل به فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه انتهى قال المنذري واستشكل هذا الحديث من جهة أن عليا أنفق الدينار قبل تعريفه قال وأحاديث التعريف أكثر وأصح إسنادا ولعل تأويله أن التعريف ليس له صيغة يعتد بها فمراجعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم على ملاء الخلق إعلان به فهذا يؤيد الاكتفاء بالتعريف مرة واحدة انتهى قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه وفيه أنه عرفه ثلاثة أيام فقال أخبرنا بن جريج عن أبي بكر بن عبد الله أن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أخبره عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن علي بن أبي طالب وجد دينارا في السوق فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عرفه ثلاثة أيام قال فعرفه ثلاثة أيام فلم يجد من يعرفه فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال شأنك به قال فباعه علي فابتاع منه بثلاثة دراهم شعيرا وبثلاثة دراهم تمرا وقضى ثلاثة دراهم وابتاع بدرهم لحما وبدرهم زيتا وكان الدينار بأحد عشر درهما فلما كان بعد ذلك جاء صاحبه فعرفه فقال له علي قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلته فانطلق صاحب الدينار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال لعلي رده إليه فقال قد أكلته فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل إذا جاءنا شئ أديناه إليك انتهى وكذلك رواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي والبزار في مسانيدهم قال البزار وأبو بكر هذا هو عندي أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وهو لين الحديث انتهى وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة عبد الرزاق ثم قال وأبو بكر بن أبي سبرة متروك الحديث انتهى
(٣٧٧)