بشئ قال الشافعي رضي الله عنه وهو ما لم يبلغ الفريضة انتهى قلت ويدل على صحة ذلك حديث أخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الفضائل عن بن مسعود قال كان معاذ بن جبل رضي الله عنه شابا جميلا حليما سمحا من أفضل شباب قومه ولم يكن يمسك ولم يزل يدان حتى أغرق ماله كله في الدين فلزمه غرماؤه حتى تغيب عنهم أياما في بيته فاستأذنوا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل في طلبه فجاء ومعه غرماؤه فطلبوا حقهم فكلمهم النبي عليه السلام فيه فلو ترك أحد لاحد لترك معاذ من أحل النبي عليه السلام فخلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماله ودفعه إليهم فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم وقام معاذ بغير شئ فانصرف إلي بنى سلمة فمكث فيهم أياما ثم دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى اليمن وقال له لعل الله يجبرك ويؤدي عنك دينك قال فخرج معاذ إلى اليمن فلم يزل بها حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع معاذ من اليمن فوافى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمكة أميرا على الحج استعمله أبو بكر رضي الله عنه التقيا يوم التروية بمني فاعتنقا وعزى كل واحد منهما صاحبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلسا يتحدثان فرأى عمر مع معاذ رقيقا فقال له ما هؤلاء قال هؤلاء أهدوا إلي وهؤلاء لأبي بكر فقال له عمر إني أرى أن تأتي بكلهم إلى أبي بكر قال نعم فلقيه معاذ من الغد فقال له يا بن الخطاب لقد رأيتني البارحة وأنا أنزو إلى النار وأنت آخذ بحجرتي وما أراني إلا مطيعك قال فأتى بهم أبا بكر فقال هؤلاء أهدوا إلى وهؤلاء لك فقال له أبو بكر إنا قد سلمنا لك هديتك فخرج معاذ إلى الصلاة فإذا هم يصلون خلفه فقال لهم معاذ لمن تصلون قالوا لله قال فأنتم لله فأعتقهم انتهى قال الحاكم حديث صحيح على شرط الشيخين وأخرج نحوه من حديث كعب بن مالك وقال فيه أيضا على شرط الشيخين وأخرج نحوه عن جابر وسكت عنه حديث آخر مرسل رواه بن سعد في الطبقات في ترجمة معاذ عن أبي وائل قال استعمل النبي عليه السلام معاذا على اليمن فتوفى واستخلف أبو بكر ومعاذ باق على اليمن الحديث
(٤١١)