الذي توفي فيه فذكر نحوه ورواه البيهقي في المعرفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه الذي مات فيه إلى أن قال فكان عليه السلام بين يدي أبي بكر يصلي قاعدا وأبو بكر يصلي بصلاته قائما والناس يصلون بصلاة أبي بكر والناس قيام خلف أبي بكر انتهى أحاديث الخصوم لهم حديث إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أخرجه البخاري ومسلم وباقي الستة عن الزهري عن أنس قال سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس فجحش شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدا فصلينا وراءه قعودا فلما قضى الصلاة قال إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا إلى أن قال وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا وأخرجا من حديث أبي هريرة نحوه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما جعل الامام ليؤتم به الحديث ليس فيه قصة الفرس وأخرجا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فصلوا بصلاته قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فجلسوا فلما انصرف قال إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا انتهى وأخرج مسلم عن أبي الزبير عن جابر نحوه سواء وقد أخرج البخاري في صحيحه حديث أنس المذكور من رواية حميد الطويل عنه مخالفا لرواية الزهري عنه ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط عن فرسه فجحشت ساقه أو كتفه وآلى من نسائه شهرا فجلس في مشربة له فأتاه أصحابه يعودونه فصلى بهم جالسا وهم قيام فلما سلم قال إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإن صلى قائما فصلوا قياما ونزل لتسع وعشرين فقالوا يا رسول الله إنك آليت شهرا فقال إن الشهر تسع وعشرون انتهى ذكره في أوائل الصلاة في باب الصلاة في السطوح منفردا به دون الباقين وتكلف القرطبي في شرح مسلم الجمع بين الروايتين فقال يحتمل أن يكون البعض صلوا قياما والبعض صلوا جلوسا فأخبر أنس بالحالتين وهذا مع ما فيه من التعسف ليس في شئ من الروايات ما يساعده عليه وقد ظهر لي فيه وجهان أحدهما أنهم صلوا خلفه
(٥٣)