حديث آخر روى الواقدي رحمه الله في كتاب فتوح الشام حدثني رويم بن عامر عن سعيد بن عاصم عن عبد الرحمن بن بشار عن الواقصي عن سيف مولى ربيعة بن قيس اليشكري قال كنت في الجيش الذي وجهه أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع عمرو بن العاص إلى أيلة وأرض فلسطين فذكر القصة بطولها إلى أن قال فلما نصر الله المسلمين وانكشف القتال لم يكن هم المسلمين إلا افتقاد بعضهم بعضا ففقدوا من المسلمين مائة وثلاثين نفرا منهم سيف بن عباد الحضرمي ونوفل بن دارم وسالم بن دويم وسعيد بن خالد وهو بن أخي عمرو بن العاص لامه واغتم عمرو بن العاص لفقدهم اغتماما شديدا فلما أصبح النهار أمر عمرو الناس بجمع الغنائم وأن يخرجوا إخوانهم من بين الروم وبنى الأصفر فالتقطوهم مائة وثلاثين رجلا ثم صلى عليهم عمرو بن العاص ومن معه من المسلمين ثم أمر بدفنهم وكان مع عمرو بن العاص من المسلمين تسعة آلاف رجل وأرسل عمرو إلى أبي بكر رضي الله عنهما كتابا فيه الحمد لله والصلاة على نبيه إني وصلت إلى أرض فلسطين ولقينا عسكر الروم مع بطريق يقال له روماس في مائة الف رجل فمن الله علينا بالنصر وقتلنا منهم أحد عشر ألفا وقتل من المسلمين مائة وثلاثون رجلا أكرمهم الله بالشهادة انتهى أحاديث الخصوم حديث جابر أنه عليه السلام لم يصل على قتلى أحد رواه البخاري رضي الله عنه وحديث آخر أخرجه أبو داود من طريق بن وهب أخبرني أسامة بن يزد الليثي بن شهاب أخبره أن أنس بن مالك رضي الله عنه حديثه أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم انتهى قوله وقد صح أن حنظلة لما استشهد جنبا غسلته الملائكة قلت روى من
(٣٦٨)