(21) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمرو عن أخيه عبد الله بن عبيدة أن رسول الله (ص) دخل مكة حين دخلها وهو معتجر بشقة برد أسود، فطاف على راحلته القصواء في يده محجن يستلم به الأركان، قال:
قال ابن عمر: فما وجدنا لها مناخا في المسجد حتى نزل على أيدي الرجال، ثم خرج بها حتى أنيخت في الوادي، ثم خطب الناس على رجليه فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال: (أيها الناس! إن الله قد وضع عنكم عيبة الجاهلية وتعظمها بآبائها، الناس رجلان، فبر تقي كريم على الله، وكافر شقي هين على الله، أيها الناس! إن الله يقول: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) * أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم)، قال: ثم عدل إلى جانب المسجد فأتي بدلو من ماء زمزم فغسل منها وجهه، ما تقع منه قطرة إلا في يد انسان، إن كانت قدر ما يحسوها حساها، وإلا مسح بها، والمشركون ينظرون، فقالوا: ما رأينا ملكا قط أعظم من اليوم، ولا قوما أحمق من اليوم، ثم أمر بلالا فرقى على ظهر الكعبة، فأذن بالصلاة، وقام المسلمون فتجردوا في الأزر، وأخذوا الدلاء وارتجزوا على زمزم يغسلون الكعبة ظهرها وبطنها، فلم يدعوا أثرا من المشركين إلا محوه أو غسلوه.
(22) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي ومحمد بن المنكدر قالا: وكان بها يومئذ ستون وثلاثمائة وثن على الصفا، وعلى المروة صنم، وما بينهما محفوف بالأوثان، والكعبة قد أحيطت بالأوثان، قال محمد بن المنكدر: فقام رسول الله (ص) ومعه قضيب يشير به إلى الأوثان، فما هو إلا أن يشير إلى شئ منها فيتساقط حتى أتى أسافا ونائلة وهما قدام المقام مستقبل باب الكعبة، فقال:
(عفروهما، فألقاهما المسلمون، قال: قولوا، قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا:
صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده).
(23) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا شيبان عن يحيى قال أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره أن خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك رسول الله (ص) فركب راحلته فخطب فقال: (إن الله حبس عن مكة