وأنا أرمد لا أبصر شيئا، قال: فتفل في عيني، ثم قال: (اللهم! اكفه الحر والبرد)، قال:
فما آذاني بعد حر ولا برد.
(12) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب قال: غزونا مع رويفع بن ثابت الأنصاري نحو المغرب، ففتحنا قرية يقال لها جربة قال: فقام فينا خطيبا فقال: إني لا أقول فيكم إلا ما سمعت رسول الله (ص) قال فينا يوم خيبر: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقين ماءه زرع غيره، ولا يبيعن مغنما حتى يقسم، ولا يركبن دابة من فئ المسلمين، فإذا أعجفها ردها فيه، ولا يلبس ثوبا حتى إذا أخلفه رده).
(13) حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال حدثني عبد الله بن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول الله (ص) قالوا: فلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله (ص): (كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو في عباءة غلها)، ثم قال رسول الله (ص): (يا ابن الخطاب! اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون).
(14) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا رافع بن سلمة الأشجعي قال حدثني حشرج ابن زياد الأشجعي عن جدته أم أبيه أنها غزت مع رسول الله (ص) عام خيبر سادسة ست نسوة، فبلغ رسول الله (ص) فبعث إلينا، فقال: (بأمر من خرجتن؟ ورأينا فيه الغضب، فقلنا: يا رسول الله! خرجنا ومعنا دواء نداوي به، ونناول السهام، ونسقي السويق، ونغزل الشعر، نعين به في سبيل الله، فقال لنا: أقمن)، فلما أن فتح الله عليه خيبر قسم لنا كما قسم للرجال.
(15) حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن زيد قال حدثني عمير مولى أبي اللحم قال: شهدت خيبر وأنا عبد مملوك، فلما فتحوها أعطاني رسول الله (ص) سيفا فقال:
(تقلد هذا)، وأعطاني من خرثي المتاع، ولم يضرب لي بسهم.
(16) حدثنا حفص بن غياث عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى