النار أكنت [مفتدي] قلت: نعم ولو بكل شئ أقدر عليه، قال: فإني كأنني شاهدك يوم جلولاء وكنت تبايع ويقولون: هذا عبد الله بن عمر صاحب رسول الله (ص) وابن أمير المؤمنين وأكرم أهله عليه، وأنت كذلك قال: فإن يرخصوا عليك بمائة أحب إليهم من أن يلغوا عليك بدرهم، وإني قاسم، وسأعطيك من الربح أفضل ما يربح رجل من قريش، أعطيك ربح الدرهم درهما، قال: فخلى على سبعة أيام ثم دعا التجار فباعه بأربعمائة ألف، فأعطاني ثمانين ألفا، وبعث بثلاثمائة ألف وعشرين ألفا إلى سعد فقال:
اقسم هذا المال بين الذين شهدوا الوقعة، فإن كان مات فيهم أحد فابعث بنصيبه إلى ورثته.
(38) حدثنا أبو المورع عن مجالد عن الشعبي قال، لما فتح سعد جلولاء أصاب المسلمون ثلاثين ألف ألف، قسم للفارس ثلاثة آلاف مثقال، وللراجل ألف مثقال.
(39) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: أتي عمر بغنائم من غنائم جلولاء فيها ذهب وفضة، فجعل يقسمها بين الناس، فجاء ابن له يقال له عبد الرحمن فقال: يا أمير المؤمنين! اكسني خاتما فقال: اذهب إلى أمك تسقيك شربة من سويق، قال: فوالله ما أعطاه شيئا.
(40) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا هشام بن سعد قال ثنا زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن الأرقم صاحب بيت مال المسلمين يقول لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين! عندنا حلية من حلية جلولاء وآنية ذهب وفضة فر فيها رأيك، فقال: إذا رأيتني فارغا فأتني، فجاء يوما فقال: إني أراك اليوم فارغا يا أمير المؤمنين! قال ابسط لي نطعا في الجسر، فبسط له نطعا، ثم أتي بذلك المال فصب عليه فجاء فوقف عليه ثم قال:
اللهم إنك ذكرت هذا المال فقلت: * (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المنقطرة من الذهب و الفضة) * وقلت * (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) * اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا، اللهم فاجعلني أنفقه في حق وأعوذ بك من شره.
كتاب التأريخ - في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند