كتاب التأريخ - في توجيه النعمان بن مقرن إلى نهاوند (6) حدثنا أبوا أسامة قال ثنا مهدي بن ميمون قال ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام قال: لما كان حين فتحت نهاوند أصاب المسلمون سبايا من سبايا اليهود، قال: وأقبل رأس الجالوت يفادي سبايا اليهود، قال:
وأصاب رجل من المسلمين جارية يسرة صبيحة، قال: فأتاني فقال: لك أن تمشي معي إلى هذا الانسان عسى أن يثمن لي بهذه الجارية، قال: فانطلقت معه فدخل على شيخ مستكبر له ترجمان فقال لترجمانه: سل هذه الجارية، هل وقع عليها هذا العربي؟ قال: ورأيته غار حين رأي حسنها، قال: فراطنها بلسانه ففهمت الذي قال: فقلت له: أبحت بما في كتابك بسؤالك هذه الجارية على ما وراء ثيابها، فقال لي: كذبت ما يدريك ما في كتابي، قلت:
أنا أعلم بكتابك منك، قال: أنت أعلم بكتابي مني؟ قلت: أنا أعلم بكتابك منك، قال: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن سلام، قال: فانصرفت ذلك اليوم، قال فبعث إلي رسولا يعزمه ليأتيني، قال: وبعث إلي بدابة قال: فانطلقت إليه لعمر الله احتسابا رجاء أن يسلم، فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي، قال: وقلت له: إنه والله لهو النبي الذي تجدونه في كتابكم، قال فقال لي: كيف أصنع باليهود؟ قال: قلت له: إن اليهود لن يغنوا عنك من لله شيئا؟ قال: فغلب عليه الشقاء وأبى أن يسلم.
(7) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبو عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان في الفارس وأصبهان وآذربيجان فقال: أصبهان الرأس، وفارس وآذربيجان الجناحان فإن قطعت أحد الجناحين مال الرأس بجناح الآخر، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فابدأ بالرأس، فدخل المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن يصلي، فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال:
ما أراني إلا مستعملك، قال: أما جابيا فلا، ولكن غازيا، قال: فإنك غاز، فوجهه وكتب إلى أهل الكوفة أن يمدوه، قال: ومعه الزبير بن العوام وعمرو بن معدى كرب وحذيفة وابن عمر والأشعث بن قيس، قال: فأرسل النعمان المغيرة بن شعبة إلى ملكهم وهو يقال له ذو الجناحين، فقطع إليهم نهرهم فقيل لذي الجناحين: إن رسول العرب ها هنا، فشاور أصحابه فقال: ما ترون؟ أقعد له في بهجة الملك وهيئة الملك أو في هيئة الحرب، قالوا: لا بل اقعد له في بهجة الملك، فقعد على سريره ووضع التاج على رأسه، وقعد أبناء الملوك سماطين، عليهم القرطة وأساور الذهب والديباج، قال: فأذن للمغيرة