(3) عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة أرسل إلى عمر فقال: إني موصيك بوصية إن حفظتها: أن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار، وأن لله حقا في النهار لا يقبله في الليل، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه يوم القيامة إلا الحق أن يكون ثقيلا، ألم تر أن الله ذكر أهل الجنة بصالح ما عملوا، وتجاوز عن سيئاتهم، فيقول القائل: ألا بلغ هؤلاء، وذكر أهل النار بسئ ما عملوا، ورد عليهم صالح ما عملوا، فيقول القائل: أنا خير من هؤلاء، وذكر آية الرحمة وآية العذاب، فيكون المؤمن راغبا راهبا، ولا يتمنى على الله غير الحق، ولا يلقي بيديه إلى التهلكة، فإن أنت حفظت قولي هذا فلا يكن غائب أحب إليك من الموت ولا بد لك منه، وإن أنت ضيعت قولي هذا فلا يكن غائب أبغض إليك منه ولن تعجزه.
(4) وكيع قال حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن رافع ابن أبي رافع قال: رافقت أبا بكر وكان له كساء فدكي يخله عليه إذا ركب، ونلبسه أنا وهو إذا نزلنا، وهو الكساء الذي عيرته به هوازن، فقالوا: إذا الخلال نبايع بعد رسول الله (ص)؟.
(5) يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم قال: لما نزلت * (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) * قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله (ص)! لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله.
(6) يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: كان أبو بكر يخطبنا فيذكر بدأ خلق الانسان فيقول: خلق من مجرى البول من نتن، فيذكر حتى يتقذر أحدنا نفسه.
(7) وكيع عن مسعر عن ابن عون عن عرفجة السلمي قال: قال أبو بكر: ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا.