شرحه، ثم قال: وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري في قوله ما جعل الله لرجل من قلبين ثم ذكر ابن كثير حديث ابن عباس الذي نحن في شرحه ثم قال وقال عبد في جوفه قال بلغنا أن ذلك كان في زيد بن حارثة ضرب له مثل يقول ليس ابن رجل آخر ابنك وكذا قال مجاهد وقتادة وابن زيد إنها نزلت في زيد ابن حارثة رضي الله عنه وهذا يوافق ما قدمناه من التفسير انتهى قوله (هذا حديث حسن) وأخرجه وابن جرير وابن أبي حاتم قوله (حدثنا أحمد بن محمد) هو المعروف بمردويه (أخبرنا سليمان بن المغيرة) القيسي مولاهم البصري أبو سعيد ثقة قوله (قال قال) أي قال ثابت قال أنس (عمي أنس بن النضر) مبتدأ وخبره لم يشهد بدرا وقوله سميت به جملة معترضة (فكبر عليه) وفي رواية مسلم فشق عليه (أول مشهد) أي لأن بدرا أول غزوة خرج فيها النبي بنفسه مقاتلا وقد تقدمها غيرها لكن ما خرج فيها بنفسه مقاتلا (أما) بالتخفيف للتنبيه (والله لئن أراني الله مشهدا) وفي الرواية الآتية لئن الله أشهدني قتالا للمشركين (ليرين الله) قال النووي ضبطوه بوجهين أحدهما ليرين بفتح الياء والراء أي يراه الله واقعا بارزا والثاني ليرين بضم الياء وكسر الراء ومعناه ليرين الله الناس ما أصنعه ويبرزه الله تعالى لهم (ما أصنع) مفعول لقوله ليرين ومراده أن يبالغ في القتال ولو زهقت روحه (قال) أي أنس بن مالك (فهاب) أي خشي أنس بن النضر (أن يقول غيرها) أي غير هذه الكلمة وذلك على سبيل الأدب منه والخوف لئلا يعرض له عارض فلا يفي بما يقول فيصير كمن وعد فأخلف (فقال) أي أنس بن النضر (يا أبا عمرو) هو كنية سعد بن معاذ (أين) أي أين تذهب (قال) أي أنس بن النضر ابتدأ في كلامه ولم ينتظر جوابه لغلبته اشتياقه إلى إيفاء ميثاقه وعهده بربه بقوله ليرين الله ما أصنع (واها لريح الجنة) قال في القاموس واها له ويترك تنوينه كلمة تعجب من طيب شئ وكلمة تلهف انتهى والمراد هنا هو الأول (أحدها دون أحد) أي عند أحد وفي
(٤٤)