أولا نصف أهل الجنة لفائدة حسنة وهي أن ذلك أوقع في نفوسهم وأبلغ في إكرامهم فإن إعطاء الانسان مرة بعد أخرى دليل على الاعتناء به ودوام ملاحظته وفيه فائدة أخرى هي تكرار البشارة مرة بعد أخرى وفيه أيضا حملهم على تجديد شكر الله تعالى وتكبيرة وحمده على كثرة نعمه ثم إنه وقع في هذا الحديث نصف أهل الجنة وقد ثبت في حديث بريدة أن أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم أخرجه الترمذي في باب كم صف أهل الجنة فهذا دليل على أنهم يكونون ثلثي أهل الجنة فيكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أولا بحديث النصف ثم تفضل الله سبحانه بالزيادة فأعمله بحديث الصفوف فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ولهذا نظائر كثيرة في الحديث معروفة قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد قوله (حدثنا يحيى بن سعيد) هو القطان (أخبرنا هشام بن أبي عبد الله) هو الدستوائي قوله (فتفاوت بين أصحابه في السير) أي وقع التفاوت والبعد (حثوا المطي) أي حضوها والمطى جمع المطية وهي الدابة تمطو في سيرها أي تجد وتسرع في سيرها (وعرفوا أنه) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (عند قول يقوله) أي يريد أن يقول قولا (حتى ما أبدوا بضاحكة) أي ما تبسموا والضواحك الأسنان التي تظهر عند التبسم (الذي بأصحابه) أي من اليأس وعدم التبسم إنكم لمع خليقتين
(١٠)