رواية حماد عن ثابت عند أحمد إنها جنان في جنة وفي رواية أبان عند أحمد إنها جنان كثيرة في جنة وفي رواية حميد إنها جنان كثيرة والضمير في قوله إنها جنان يفسره ما بعده وهو كقولهم هي العرب تقول ما شاءت والقصد بذلك التفخيم والتعظيم وقال الطيبي ويجوز أن يكون الضمير للشأن وجنان مبتدأ والتنكير فيه للتعظيم والمراد بالجنان الدرجات فيها لما ورد أن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها (والفردوس ربوة الجنة) أي أرفعها والربوة بالضم والفتح ما ارتفع من الأرض (وأوسطها وأفضلها) المراد بالأوسط هنا الأعدل والأفضل كقوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا فعطف الأفضل عليه للتأكيد قوله (هذا حديث حسن صحيح غريب) وأخرجه البخاري والنسائي وابن خزيمة قوله (عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب) هو عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني الخيراني ثقة من الرابعة ولم يدرك عائشة قوله والذي يؤتون أي يعطون ما آتوا أي ما أعطوا من الصدقة والأعمال الصالحة وقلوبهم وجلة أي خائفة أن لا تقبل منهم وبعده أنهم إلى ربهم راجعون أي لأنهم يوقنون أنهم إلى الله صائرون أولئك الذين يسارعون في الخيرات كذا في هذه الرواية وفي القرآن أولئك يسارعون أي يبادرون إلى الأعمال الصالحة وهم لها سابقون أي في علم الله وقيل أي لأجل الخيرات سابقون إلى الجنات أو لأجلها سبقوا الناس وقال ابن عباس سبقت لهم من الله السعادة وحديث عائشة هذا أخرجه أيضا أحمد وابن أبي حاتم قوله (قد روى هذا الحديث عن عبد الرحمن ابن سعيد) هو عبد الرحمن بن وهب المذكور في الإسناد السابق (عن أبي حازم) اسمه سلمان الأشجعي
(١٥)