قال لهم إني ميت وإنكم ميتون فضج الناس وبكوا بكاء شديدا ثم خلوا بينه وبين أهل بيته فغسله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد يصب عليه الماء فقال على ما نسيت منه شيئا لم أغسله إلا قلب لي حتى أرى أحدا فاغسله من غير أن أرى أحدا حتى فرغت منه ثم كفنوه ببرد يماني أحمر وريطتين قد نيل منهما ثم غسلا ثم أضجع على السرير ثم أذنوا للناس فدخلوا عليه فوجا فوجا يصلون عليه بغير إمام حتى لم يبق أحد بالمدينة حر ولا عبد إلا صلى عليه ثم تشاجروا في دفنه أين يدفن فقال بعضهم عند العود الذي كان يمسك بيده وتحت منبره وقال بعضهم في البقيع حيث كان يدفن موتاه فقالوا لا نفعل ذلك أبدا إذا لا يزال عبد أحدكم ووليدته قد غضب عليه مولاه فيلوذ بقبره فتكون سنة فاستقام رأيهم على أن يدفن في بيته تحت فراشه حيث قبض روحه فلما مات أبو بكر دفن معه فلما حضر عمر بن الخطاب الموت أوصى قال إذا أنا مت فاحملوني إلى باب بيت عائشة فقولوا لها هذا عمر بن الخطاب يقرئك السلام ويقول أدخل أو أخرج قال فسكتت ساعة (1) ثم قالت أدخلوه فادفنوه أبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره قالت فلما دفن عمر أخذت الجلباب فتجلببت قال فقيل لها مالك وللجلباب قال كان هذا زوجي وهذا أبى فلما دفن عمر تجلببت. ورجال أحمد ثقات، وفى إسناد أبى يعلى عويد بن أبي عمران وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وقال بعضهم متروك. وعن أسماء بنت عميس قالت أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمي عليه فتشاور نساؤه في لده فلدوه (2) فلما أفاق قال ما هذا فعل نساء جئن من ههنا وأشار إلى أرض الحبشة وكانت أسماء بيت عميس فيهن قالوا كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله قال إن ذلك لداء ما كان الله عز وجل ليقذفني به لا يبقين في البيت أحد لا يلد إلا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى العباس قالت لقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، قلت وقد تقدم حديث العباس في كتاب الخلافة.
وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده أبدا قال فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها. رواه أحمد وفيه