حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق (1) يهز الناس بسيفه هزا ما يقوم له شئ فوالله إني لا تهيأ له إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال هلم يا ابن مقطعة البظور قال ثم ضربه فوالله لكأنما أخطأ رأسه وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين وركيه فذهب لينوء نحوى فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى الناس فقعدت في المعسكر لم يكن لي بعده حاجة إنما قتلته لأعتق فلما قدمت مكة عتقت. وخرجه ابن إسحاق بنحو ما خرجه أبو حاتم. وعن عمرو بن أمية الضمري قال كان وحشى يسكن حمص فمررت بها أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فسألنا عنه فقيل لنا إنكم ستجدونه بفناء داره وهو رجل قد غلب عليه الخمر فان تجداه صاحيا تجدا رجلا غريبا وتجدا عنده بعض ما تريدان وتصيبان عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه وإن تجداه وبه بعض ما يكون به فانصرفا عنه ودعاه قال فأتيناه وإذا هو في فناء داره على قطيفة له وإذا شيخ كبير مثل البغاث - وهو ضرب من الطير فإذا هو صاح لا بأس به فسلمنا عليه وسألناه عن مقتل حمزة فذكر معنى ما تقدم.
خرجه ابن إسحاق. وعن غيره ابن إسحاق قال كان حمزة يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين فقال قائل أي أسد فبينا هو كذلك إذ عثر عثرة وقع منها على ظهره فانكشفت الدرع عن بطنه فطعنه وحشى الحبشي بحربة أو قال برمح فأنقذه. وعن ثابت البناني قال نظر حمزة يوم أحد فقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعنى المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعنى المسلمين ثم قام بسيفه فضرب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل. خرجه ابن السنى. وعن سعيد بن المسيب كان يقول كنت أعجب لقاتل حمزة كيف ينجو حتى بلغني أنه مات غريقا في الخمر. خرجه الدارقطني على شرط الشيخين. قال ابن هشام بلغني أن وحشيا لم يزل يجد في الخمر حتى خلع من الديوان وكان عمر رضي الله عنه يقول لقد علمت أن الله لم يكن ليدع قاتل حمزة.