وشهدها النبي صلى الله عليه وسلم وتولى دفنها ونزع قميصه وألبسها إياه واضطجع في قبرها فلما سوى عليها التراب سئل عن ذلك فقال ألبستها لتلبس من ثياب الجنة واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها من ضغطة القبر إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا إلى بعد أبي طالب. وروى أنه صلى الله عليه وسلم صلى عليها وتمرغ في قبرها وبكى وقال جزاك الله من أم خيرا فلقد كنت خير أم، وسماها أما لأنها كانت ربته صلى الله عليه وسلم، وولدت لأبي طالب عقيلا وجعفرا وعليها وأم هانئ واسمها فاختة وجمانة، وكان على أصغر ولد أبى طالب، وكان أصغر من جعفر بعشر سنين.
وكان جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين وكان عقيل أصغر من طالب بعشر سنين.
(ذكر اسمه عليه السلام وكنيته) ولم يزل اسمه في الجاهلية والاسلام عليا وكان يكنى أبا حسن وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقا. وعن معاذة العدوية قالت سمعت عليا على المنبر منبر البصرة بقول أنا الصديق الأكبر. أخرجه ابن قتيبة. وعن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى (أنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب الدين). أصل اليعسوب فحل النحل ثم أطلق على السيد والمعظم في قومه. وروى أحمد بن حنبل في كتاب المناقب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال (يا قوم اتبعوا المرسلين) وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال (أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله) وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم، وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي الريحانتين. وروى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ابن أبي طالب سلام عليك يا أبا الريحانتين فعن قليل يذهب ركناك والله خليفتي عليك فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على هذا أحد الركنين فلما ماتت فاطمة رضي الله عنها قال هذا الركن الآخر، وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي تراب.
وعن سهل بن سعد قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة قال أين ابن