قال فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره وقال من كنت مولاه فعلى مولاه قال وأخبر الله عز وجل أنه قد رضى عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد قال وقال عمر يا نبي الله ائذن لي أن أضرب عنقه يعنى حاطبا قال وكنت فاعلا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم. أخرجه بتمامه احمد وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفى الأربعين الطوال وأخرج النسائي بعضه. وقوله انتدوا أي جلسوا في النادي وكذلك تنادوا، والنادي والندى والمنتدى والندوة مجلس القوم ومتحدثهم فاستعير للمكان الذي يتحدثون فيه لأنهم اتخذوه لذلك ولعله كان معدا لذلك. وقوله شرى نفسه أي باعها ومنه قوله تعالى (وشروه بثمن بخس) الآية. هذه القصة مشهورة ذكرها ابن إسحاق وغيره وقد ذكرناها في كتاب الرياض، وقوله أف وتف أي قذر له يقال أفا له وتفا وأفة وتفة والتنوين فيه ست لغات حكاها الأخفش أف أف أوف بالكسر والفتح والضم دون تنوين وبالثلاثة مع التنوين وقفا اتباع قاله الجوهري، والتضور الصياح والتلوى عند الضرب.
(ذكر ما نزل فيه من الآي) منها ما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) قال نزلت في علي بن أبي طالب كان معه أربعة دارهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفى السر درهما وفى العلانية درهما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على هذا فقال أن استوجب على الله تعالى ما وعدني فقال ألا إن لك ذلك فنزلت. ومنها ما روى عنه في قوله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) الآية نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط لأمر بينهما. أخرجه الحافظ السلفي. ومنها قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) نزلت فيه. أخرجه الواحدي. ومنها قوله تعالى (أفمن شرح الله صدره للاسلام) نزلت فيه وفى حمزة وكان أبو لهب ممن قسا قلبه ذكره الواحدي. ومنها ما روى عن مجاهد في قوله تعالى (أفمن وعدناه وعدا