له صلى الله عليه وسلم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله، وقيل رقية أكبر من أم كلثوم وهو الأشبه لان عثمان تزوجها أولا في أول إسلامه ثم أم كلثوم بعدها بعد وقعة بدر والظاهر أن الكبيرة تزوج أولا وإن جاز خلافه. والأكثر أن فاطمة أصغرهن سنا، ولا خلاف أن زينب أكبرهن سنا. قاله أبو عمر.
وسنذكر نبذا من أخبار إبراهيم والبنات ومناقبهم ونخص كل واحد بفصل إن شاء الله تعالى.
الفصل الثالث * (في ذكر إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أمه وميلاده وعقيقته وما يتعلق بذلك) * أمه مارية القبطية بنت شمعون وذكرها مستوفى في فضل سراريه صلى الله عليه وسلم من كتاب مناقب أمهات المؤمنين. ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة.
وذكر الزبير بن بكار عن أشياخه أنه ولد بالعالية وكانت سلمى زوجة أبى رافع مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قابلته فبشر أبو رافع به النبي صلى الله عليه وسلم فوهب له عبدا فلما كان يوم سابعه عق عنه بكبش وحلق رأسه حلقه أبو هند وسماه يومئذ وتصدق بزنة شعره ورقا على المساكين ودفنوا شعره في الأرض.
هكذا قال الزبير سماه يوم سابعه. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبى إبراهيم ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين - أي حداد - بالمدينة يقال له أبو سيف قال فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه واتبعته فانتهى إلى أبى سيف وهو ينفخ في كيره وقد امتلأ البيت دخانا فأسرعت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فأمسك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه فقال ما شاء الله أن يقول قال ولقد رأيته يكيد بنفسه فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تدمع العين ويحزن القلب. ولا نقول إلا ما يرضى الرب والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون. أخرجاه.
(شرح): القين الحداد وجمعه قيون. ويكيد بنفسه أي يجود بها ولا تضادد بين هذا وبين ما تقدم من أن التسمية كانت يوم سابعه بل هو محمول على أن التسمية كانت