(ذكر تزويجها رضي الله عنها) وكان تزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية واسمه لقيط وعليه الأكثر وقيل هشيم وقيل مهشم، أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة لأبيها وأمها. قاله الدارقطني. فخديجة خالته. عن عائشة رضي الله عنها قالت كان ابن العاص من رجال مكة المعدودين مالا وتجارة وأمانة فقالت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالفها وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي فزوجه زينب فلما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بنبوته آمنت خديجة وبناته فلما نادى قريشا بأمر الله تعالى أتوا أبا العاص بن الربيع فقالوا فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة شئت من قريش فقال لا والله لا أفارق صاحبتي وما يسرني أن لي بامرأتي أفضل امرأة من قريش.
ذكر هجرتها صلوات الله تعالى على أبيها وعليها عن عروة بن الزبير عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة فخرجوا في أثرها فأدركها هبار بن الأسود فجعل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها فألقت ما في بطنها وأهريقت دما فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية فقالت بنو أمية نحن أحق بها لكونها تحت ابن عمهم أبى العاص فكانت عند هند فكانت تقول لها هذا في سبب أبيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة ألا تنطلق فتجيئني بزينب قال بلى يا رسول الله قال فخذ خاتمي فأعطها فانطلق زيد فلم يزل يتلطف حتى لقى راعيا فقال لمن ترعى قال لأبي العاص فقال لمن هذه الغنم قال لزينب بنت محمد فسار معه شيئا ثم قال هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه ولا تذكره لاحد قال نعم فأعطاه الخاتم فانطلق الراعي فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته فقالت من أعطاك هذا قال رجل قالت وأين تركته قال مكان كذا وكذا فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته قال لها زيد اركبي بين يدي على بعيري قالت