عكرمة قال سب رجل ابن عباس فلما قضى مقالته قال عكرمة انظر هل للرجل حاجة فتقضيها له قال فنكس الرجل رأسه استحياء. حديث حسن. وعن كريب بن سليم الكندي قال كنت مع ابن عباس آكل معه فدخل قوم فقالوا أين ابن عباس الأعمى قال (فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
(ذكر شدته في دين الله تعالى) عن طاووس انه كان يقول ما رأيت أحدا كان أشد تعظيما لحرمات الله تعالى من ابن عباس. وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه لما نزل الماء في عينيه فذهب بصره فأتاه الذي يثقب العين ويسيل الماء فقال خل بيننا وبين عينيك نسيل ماءهما ولكن تمسك خمسة أيام عن الصلاة قال لا والله لا ركعة واحدة انى حدثت انه من ترك صلاة واحدة لقى الله وهو عليه غضبان، وفى رواية انه لما فقد بصره قيل له نداويك ولكن تمكث كذا وكذا لا تصلى إلا على قفاك فأبى وقال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك صلاة، لقى الله وهو عليه غضبان. خرجه أبو محمد الإبراهيمي في كتاب الصلاة، وكان رضي الله عنه لم ير هذا عذرا في ترك القيام لمكان القدرة عليه فإذا تركه كان تاركا للصلاة لعدم صحتها. وفى المسألة خلاف بين العلماء والذي عليه العمل عندنا جواز ذلك للضرورة إليه فنزل منزلة العجز عن القعود والله أعلم.
(ذكر سخائه وكرمه رضي الله عنه) روى أن معاوية أمر له بأربعة آلاف دينار ففرقها في بنى عبد المطلب فقالوا إنا لا نقبل الصدقة فقال إنها ليست صدقة وإنما هي هدية.
(ذكر تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس كلمات ينفعه الله بهن) عن ابن عباس قال أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة أهداها له كسرى أو قيصر قال فركبها النبي صلى الله عليه وسلم بحبل من شعر ثم أردفني خلفه ثم سار بي مليا ثم التفت إلى فقال يا غلام قلت لبيك يا رسول الله فقال لي احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده امامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله قد مضى القلم بما هو كائن