(ذكر ما كانت فيه من ضيق العيش وخدمة نفسها) مع استصحاب الصبر الجميل تقدم في ذكر سيادتها وذكر تجهيزها طرف من ذلك. وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوما فقال أين ابناي يعنى حسنا وحسينا قالت قلت أصبحنا وليس في بيتنا شئ يذوقه ذائق فقال على أذهب بهما فانى أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ فذهب بهما إلى فلان اليهودي فوجه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في مشربه (1) بين أيديهما فضل من تمر فقال يا علي ألا تقلب ابني (2) قبل أن يشتد الحر عليهما قال فقال على أصبحنا وليس في بيتنا شئ فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينزع لليهودي كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شئ من تمر فجعله في حجزته ثم أقبل فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما وحمل على الآخر عليهم السلام. خرجه الدولابي. وعن علي عليه السلام ان فاطمة شكت ما تلقاه من أثر الرحى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبى فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجئ فاطمة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لاقوم فقال على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قديمه على صدري فقال ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم يخدمكما. خرجه البخاري وأبو حاتم. وفى رواية فأتى وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا خرجت منها جنوبنا وإذا لبسناها عرضا خرجت منها أقدامنا ورؤوسنا فقال يا فاطمة أخبرت ثم ذكر ما تقدم. خرجه أبو حاتم. وعن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٤٩)