قال ثم أتى بأحد ابني فاطمة إما حسن وإما حسين فأردفه خلفه قال فدخلنا المدينة ثلاثة على الدابة. خرجه مسلم. وعنه قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وأسر إلى. خرجه البغوي. وسيأتي في باب قثم انه صلى الله عليه وسلم حمله بين يديه وقثم خلفه، خرجه أحمد وأبو عمر والبغوي.
(ذكر جوده وكرمه وغيرهما من صفاته الجميلة) قال أبو عمر وكان عبد الله جوادا ظريفا حليما عفيفا سخيا يسمى بحر الجود يقال إنه لم يكن في الاسلام أسخى منه وكان لا يرى بأسا بسماع الغناء. روى أن عبد الله كان إذا قدم على معاوية أنزله داره وأظهر له من بره وكرمه ما يستحقه فكان ذلك يغيظ فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف زوجة معاوية فسمعت ليلة غناء عند عبد الله بن جعفر فجاءت إلى معاوية فقالت هلم فاسمع ما في منزل هذا الرجل الذي جعلته بين لحمك ودمك قال فجاء معاوية فسمعه وانصرف فلما كان في آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد الله بن جعفر فجاء فاختة فقال اسمعي مكان ما أسمعتيني. وكانوا يقولون أجواد العرب في الاسلام عشرة فأجواد أهل الحجاز عبد الله بن جعفر وعبيد الله بن عباس وسعيد بن العاص، وأجواد أهل الكوفة عتاب بن ورقاء أحد بنى رباح بن يربوع وأسماء بن خارجة ابن حصن الفزاري وعكرمة بن ربعي الفياض أحد بنى تيم الله بن ثعلبة. وأجواد أهل البصرة عمر بن عبد الله بن معمر وطلحة بن عبيد الله بن خلف الخزاعي ثم أحد بنى مليح وهو طلحة الطلحات وعبيد الله بن أبي بكر. وأجواد أهل الشام خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد. وليس في هؤلاء كلهم أجود من عبد الله بن جعفر ولم يكن مسلم يبلغ مبلغه في الجود وعوتب في ذلك فقال إن الله عودني عادة وعودت الناس عادة فأنا أخاف ان قطعتها قطعت عنى. وأخباره في الجود كثيرة. ذكره أبو عمر.
(ذكر شبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم) عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات جعفر دعا الحالق فحلق رؤوسنا وقال أما محمد فشبيه عمى أبى طالب وأما عبد الله فيشبه خلقي وخلقي