أسلما وهما ابنا ثمان سنين، وقال ابن إسحاق أسلم علي بن أبي طالب وهو ابن عشر سنين وقيل ابن ثلاث عشرة وقيل أربع عشرة وقيل خمس عشرة أو ست عشرة.
وعن مجاهد بن جبير قال كان من نعمة الله تعالى على علي بن أبي طالب ان قريشا أصابتهم شدة وكان أبو طالب ذا عيال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس (إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى فانطلق بنا فلنخفف من عياله فقال العباس نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فضمه إليه وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه فلم يزل على مع النبي عليه السلام حتى بعثه الله عز وجل فتابعه وآمن به وصدقه ولم يزل جعفر مع العباس.
(ذكر أنه عليه السلام أول من أسلم) عن زيد بن أرقم قال: كان أول من أسلم علي بن أبي طالب. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: على أول من أسلم بعد خديجة. وعن عمر رضي الله عنه قال كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة إذ ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم منكب على من أبى طالب فقال يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأنت أول المسلمين إسلاما وأنت منى بمنزلة هارون من موسى. وعن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى (أنت أول من آمن بي وصدق) وعن معاذة العدوية قالت سمعت عليا على المنبر يقول انا الصديق الأكبر آمنت قبل ان يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل ان يسلم أبو بكر. وعن سلمان رضي الله عنه أنه قال أول هذه الأمة ورودا على نبيها الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب. وقد روى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: السباق ثلاثة سبق يوشع بن نون إلى موسى وصاحب يس إلى عيسى وعلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقد وردت أحاديث في أن أبا بكر رضي الله عنه أول من