رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة وقيل بعدها ولم يدرك من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ست سنين، وهو الذي تلقى عبد الرحمن بن ملجم المرادي حين ضرب عليا على هامته بسيفه فصرعه فلما هم الناس به حمل عليهم بسيفه ففرجوا له فتلقاه المغيرة بن نوفل بقطيفة (1) فرماها عليه واحتمله وضرب به الأرض وقعد على صدره وانتزع سيفه منه وكان أيدا ثم حمل ابن ملجم وحبس إلى أن مات علي رضي الله عنه فقتل. (شرح): أيد قوى والأيد القوة ومنه (ذا الأيد إنه أواب) وكان المغيرة هذا قاضيا في زمن عثمان وشهد مع علي صفين. وتزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد علي بن أبي طالب. وقد تقدم ذكر تزويجها في فصل مناقب زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وولده يحيى منها. وروى المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل إن حديثه مرسل ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا. ومن ولده عبد الملك بن المغيرة بن نوفل. وروى عنه الزهري وعن عبد الرحمن الأعرج وعمران بن أبي أنس وأما عبد الله بن نوفل بن عبد الحارث وكان جميلا وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول من ولى القضاء بالمدينة في خلافة معاوية. وأما أخواه عبيد الله وسعيد فقد روى عنهما العلم وأما عبد الرحمن وربيعة ابنا نوفل فلا بقية لهما ولا رواية. ذكر ذلك الدارقطني في كتاب الاخوة.
(الفصل الثالث) في ذكر ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي يكنى أبا أروى وكانت له صحبة وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع دم ابن ربيعة بن الحرث. وذلك أنه قتل لربيعة بن الحرث في الجاهلية ولد يسمى آدم وقيل تمام فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم الطلب به في الاسلام ولم يجعل لربيعة في ذلك تبعة. وكان ربيعة هذا أسن من العباس فيما ذكروا بسنين. ذكره أبو عمر وغيره. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل