(ذكر وفاة الحسن بن علي رضي الله عنهما) قال أبو عمرو غيره توفى الحسن بالمدنية سنة تسع وأربعين وقيل خمسين في ربيع الأول وقيل إحدى وخمسين وهو يومئذ ابن سبع وأربعين سنة منها سبع سنين مع النبي صلى الله عليه وسلم وثلاثون سنة مع أبيه وعشر سنين بعدها وقيل مات وهو ابن خمس وأربعين. وغسله الحسين ومحمد والعباس بنو علي بن أبي طالب. ودفن بالبقيع وروى أنه أوصى أن يدفن إلى جنب أمه فاطمة بالمقبرة فدفن بالمقبرة إلى جنبها.
المقبرة بضم الباء. فتحها. وقال سيعد بن محمد بن جبير رأيت قبر الحسن بن علي ابن أبي طالب عند فم الزقاق الذي بين دار نبيهة بن وهب وبين دار عقيل بن أبي طالب وقيل إنه دفن عند قبر أمه وروى قايد مولى عبادل قال حدثني الحفار أنه حفر لقبره فوجد قبرا عى سبع أذرع مشرفا عليه لوح مكتوب: هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر ذلك كله ابن النجار في أخبار المدينة وذكر أنه دفن معه في قبره ابن أخيه علي بن الحسين زين العابدين وأبو جعفر محمد بن علي الباقر وابنه جعفر الصادق. وقبره يعرف بقبة العباس. وصلى عليه سعيد بن العاص وكان أميرا بالمدينة قدمه الحسين للصلاة على أخيه وقال لولا أنها سنة ما قدمتك. وقد كانت عائشة أباحت له أن يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها وكان سألها ذلك في مرضه فلما مات منع من ذلك مروان وبنو أمية. قال قتادة وأبو بكر بن حفص مات مسموما سمته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي وكان لها ضرائر. وعن قتادة قال دخل الحسين على الحسن فقال يا أخي إني سقيت السم ثلاث مرات لم أسق مثل هذه المرة إني لأضع كبدي فقال الحسين من سقاك يا أخي فقال ما سؤالك عن هذا تريد أن تقتلهم أكلهم إلى الله عز وجل.
وعن عمر بن إسحاق قال كنا عند الحسن فدخل المخدع (1) ثم خرج فقال لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ولقد لفظت طائفة من كبدي فرأيتني أقلبها