الحضانة. عن علي رضي الله عنه قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تزوج ابنة حمزة فإنها أحسن فتاة في قريش فقال أليس قد علمت أنها ابنة أخي من الرضاعة وأن الله عز وجل قد حرم من الرضاعة ما حرم من النسب. خرجه البغوي في معجمه.
(الفصل الثالث في ذكر العباس) * (ابن عبد المطلب بن هاشم القرشي. وذكر نسبه ومعرفة آبائه رضي الله عنه) * يستفاد من معرفة نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه نثلة ويقال نثيلة وقد تقدم ذكرها ويقال إنها أول عربية كست البيت الحرام الديباج وأصناف الكسوة وذلك أن العباس ضاع وهو صبي فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام فوجدته ففعلت.
(ذكر اسمه وصفته) ولم يزل اسمه العباس ويكنى أبا الفضل وكان رضي الله عنه جميلا وسيما أبيض بضا له ضفيرتان معتدل القامة وقيل كان طوالا. عن جابر أن الأنصار لما أرادوا أن يكسوا العباس حين أسر يوم بدر فلم يصلح عليه قميص إلا قميص عبد الله بن أبي فكساه إياه فلما مات عبد الله بن أبي ألبسه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه وتفل عليه من ريقه قال سفيان فظن أنه مكافأة لقميص العباس. خرجه ابن الضحاك وأبو عمر. وكان مولده رضي الله عنه قبل الفيل بثلاث سنين وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وقيل بثلاث. عن أبي رزين قال قيل للعباس أيكما أكبر أنت أو النبي صلى الله عليه وسلم قال هو أكبر منى وأنا ولدت قبله. خرجه ابن الضحاك.
وعن ابن عمر مثله خرجه البغوي في معجمه وغيره. وكان العباس في الجاهلية رئيسا في قريش واليه عمارة المسجد الحرام والسقاية بعد أبي طالب أما السقاية فمعروفة وأما عمارة المسجد الحرام فكان لا يدع أحدا يشبب فيه ولا يقول فيه هجرا وكانت قريش قد اجتمعت وتعاقدت على ذلك فكانوا له عونا عليه وأسلموا ذلك إليه. ذكره الزبير بن بكار وغيره من علماء النسب. حكاه أبو عمر.
(شرح): التشبيب: ترقيق الشعر بذكر النساء وكأنه أراد إنشاد ذلك في المسجد، والهجر بالضم الهذيان وقول الباطل ويطلق على الكلام الفاحش.