(ذكر ألم النبي صلى الله عليه وسلم لالم العباس لما شدوا وثاقه) عن سويد بن الأصم أن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ممن خرج مع المشركين يوم بدر فأسر فيمن أسر منهم وكانوا قد شدوا وثاقه فسهر النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فقال له بعض أصحابه ما يسهرك يا رسول الله قال أسهر لأنين العباس فقام رجل من القوم فأرخى من وثاقه فقال صلى الله عليه وسلم مالي لا أسمع أنين العباس فقال رجل أنا أرخيت من وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فافعل ذلك بالأسارى. خرجه أبو عمر وصاحب الصفوة.
(ذكر اسلام العباس رضي الله عنه) قال أهل العلم بالتاريخ كان اسلام العباس قديما وكان يكتم إسلامه وخرج مع المشركين يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم من لقى العباس فلا يقتله فإنه خرج مستكرها فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو ففادي نفسه ورجع إلى مكة ثم أقبل إلى المدينة مهاجرا قال أبو سعيد وقيل إنه أسلم يوم بدر فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بالابواء وكان معه حين فتح مكة وبه ختمت الهجرة. وقال أبو عمر أسلم قبل فتح خيبر وكان يكتم اسلامه ويسره ما يفتح الله على المسلمين وأظهر إسلامه يوم فتح مكة وشهد حنينا والطائف وتبوك ويقال إن اسلامه كان قبل بدر وكان يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون بمكة يثقون به وكان يحب القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مقامك بمكة خير لك. وعن شرحبيل بن سعد قال لما بشر أبو رافع رسول الله صلى الله عليه وسلم باسلام العباس بن عبد المطلب أعتقه.
خرجه أبو القاسم السهمي في الفضائل.
(أذكار تتضمن نبذا من فضائله رضي الله عنه) قال أبو عمر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرم العباس بعد اسلامه ويعظمه ويقول هذا عمى صنو (1) أبى. وكان العباس جوادا مطعما وصولا للرحم ذا رأى حسن ودعوة مرجوة.