أبو عمر وبايع الناس معاوية فاجتمعوا عليه في منتصف جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين قال ومن قال ست وأربعين فقد وهم، وحج المغيرة بالناس سنة أربعين من غير أن يؤمره أحد وكان بالطائف، وروى أنه لما جرى الصلح بين معاوية والحسن قال له معاوية قم فاخطب الناس واذكر ما كنت فيه فقام الحسن فخطب فقال الحمد لله الذي هدى بنا أولكم وحقن بنا دماءكم ألا إن أكيس الكيس التقى وأعجز العجز الفجور وان هذا الامر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما أن يكون كان أحق به منى أو يكون حقي وتركته لله ولصلاح أمة محمد صلى الله عليه وسلم وحقن دمائهم قال ثم التفت فقال (وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) ثم نزل فقال عمرو بن العاص لمعاوية ما أردت إلا هذا. وروى أبو سعد أنه قال في خطبته أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب أنا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن السراج المنير أنا ابن مزنة السماء أنا ابن من بعث رحمة للعالمين أنا ابن من بعث إلى الجن والإنس أنا ابن من قاتلت معه الملائكة أنا ابن من جعلت له الأرض مسجدا وطهورا أنا ابن من أذهب اللهم عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أنا ابن من كان مستجاب الدعوة أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن أول من تنشق عنه الأرض ومن يقرع باب الجنة أنا ابن أول من ينفض التراب عن رأسه أنا ابن من رضاه رضا الرحمن وسخطه سخط الرحمن أنا ابن من لا يسامى كرما فقال معاوية حسبك يا أبا محمد ما أعرفنا بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معاوية إن الخليفة من سار بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل بطاعته وليس الخليفة من دان بالجور وعطل السنن واتخذ الدنيا أما وأبا.
(ذكر عطاء معاوية الحسن وإكرامه له) عن عبد الله بن بريدة أن الحسن دخل على معاوية فقال لأجيزنك بجائزة لم أجزها أحدا قبلك ولا أجيز بها أحدا بعدك فأجازة بأربعمائة ألف ألف فقبلها.
خرجه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني.