(ذكر وفاته عليه السلام) عن جابر بن عبد الله قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فأتى به النخل فإذا ابنه إبراهيم في حجر أمه وهو يجود بنفسه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ثم قال (يا إبراهيم إنا لا نغني عنك من الله شيئا ثم ذرفت عيناه ثم قال يا إبراهيم إنا لا نغني عنك من الله شيئا ثم ذرفت عيناه ثم قال يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ووعد صدق وان آخرنا سيلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون تبكى العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب. خرجه بهذا السياق أبو عمر وابن السماك ومعناه في الصحيح.
(شرح): ذرفت عيناه دمعت يقال ذرف الدمع ذرفا وذرفانا أي سال. وقال الواقدي توفى إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر في بنى مازن عند أم بردة ابنة المنذر من بنى النجار ودفن بالبقيع، قال غيره وحمل على سرير صغير وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وكبر عليه أربعا، وقال ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون، ومعنى الفرط والفارط المتقدم للقوم والأصل فيه المتقدم إلى الماء ليرتاد لهم ويهيئ لهم الدلاء والأرشية (1). وروت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دفن ابنه إبراهيم ولم يصل عليه. خرجه أبو عمر ولا يصح والأول قول الجمهور، ويجوز أن يكون معنى قولها ولم يصل عليه أي بنفسه وأمر أصحابه أن يصلوا عليه، أو لم يصل عليه في جماعة فلا تضادد بين هذا وبين قول الجمهور. وروى أنه غسله أبو بردة.
وروى الفضل بن عباس ولعلهما اجتمعا عليه ونزل في قبره الفضل وأسامة والنبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر، ولما دفن رش قبره وعلم بعلامة قال الزبير وهو أول قبر رش.
ذكر سنة عليه السلام قال أهل العلم بالتاريخ مات وله ستة عشرا شهرا وقيل ثمانية عشر.