صلى الله عليه وسلم وانها أول أهله لحوقا به فبكت وأخبرها ثانيا بشئ واحد وهي أنها سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء أهل الجنة فضحكت، وتضمن حديث الدولابي عن أم سلمة انه أسر إليها أولا بموته فقط فبكت وفى الثانية بأنها سيدة المؤمنين فضحكت، وتضمن حديثه عن فاطمة نفسها انه أسر إليها أولا بموته فبكت وثانيا بشيئين بلحوقها به وانها سيدة نساء أهل الجنة فضحكت وتضمن حديث الترمذي وأبى حاتم عنها في هذا الذكر أنه أسر إليها أولا بموته فبكت وثانيا بأنها أول لاحق به فضحكت فيحمل ذلك على صدوره في مجالس مختلفة توفيقا بين الأحاديث وان بكاءها في حديث مسلم لم يكن لمجموع الخبرين بل لموته فقط يدل عليه انه لما أفرد خبر موته صلى الله عليه وسلم عن خبر لحوقها به كما في حديثي أبى عيسى وأبى حاتم بكت للأول وضحكت للثاني ولو كان البكاء لمجموعهما لما حصل بأحدهما أو لكل واحد منهما لما ضحكت للثاني، ويدل أيضا على أن ضحكها في حديث الدولابي عن فاطمة لم يكن لمجموع الخبرين بل لكل واحد منهما إذ لو كان لهما لما استقل به أحدهما وقد استقل به في حديث أبي عيسى وأبى حاتم لما ذكرناه فدل على أنه لكل منهما.
(ذكر ما جاء في سيادتها وأفضليتها) قد تقدم في الذكر قبله طرف من ذلك. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط وقال تدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون) خرجه أحمد وأبو حاتم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران