أتاه فسأله عن (السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) فقال اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله فقال ابن عباس كانت السماوات رتقا لا تمطر والأرض رتقا لا تنبت ففتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات فرجع ابن عمر فأخبره فقال إن ابن عباس قد أوتى علما صدق هكذا كانت ثم قال ابن عمر قد كنت أول ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن فالآن قد أوتى علما خرجه في الصفوة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير فقال واعجبا لك يا ابن عباس أترى الناس يفتقرون إليك وفى الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم قال فتركته وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فأتي بابه وهو قائل فأتوسد الباب فيخرج فيراني فيقول يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك ألا أرسلت إلى فأتيك فأقول لا أنت أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث فعاش ذلك الرجل الأنصاري حتى رأى وقد اجتمع الناس حولي فيقول هذا الفتى كان أعقل منى. خرجه في الصفوة. وعن عمرو بن دينار قال ما رأيت مجلسا أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس الحلال والحرام والعربية والأنساب وأحسبه قال والشعر. وعن عطاء قال كان ناس يأتون ابن عباس في الشعر والأنساب وأناس لأيام العرب ووقائعها وناس للعلم فما منهم من صنف إلا يقبل عليهم بما شاءوا. خرجه الحربي. وعن طاووس قال كان ابن عباس قد بسق على الناس في العلم كما تبسق النخلة السحوق على الودي الصغار (1). وعن عبد الله بن عبد الله قال ما رأيت أحدا كان أعلم بالسنة ولا أجلد رأيا ولا أثقب نظرا من ابن عباس ولقد كان عمر رضي الله عنه يعده للمعضلات مع اجتهاد عمر ونظره للمسلمين. وعن القاسم بن محمد قال ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلا قط وما سمعت فتوى أشبه بالسنة من فتواه وكان أصحابه يسمونه البحر ويسمونه الحبر. خرج جميع ذلك كله أبو عمر. وعن
(٢٣٠)