يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيما ترون هذه الآية نزلت (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل) قالوا الله ورسوله أعلم فغضب عمر فقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شئ يا أمير المؤمنين قال عمر ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل رجل عمل بطاعة الله ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق عمله. خرجه البخاري. وعن عمر أنه كان يقول انك والله لأصبح فتياننا وجها وأحسنهم عقلا وأفقههم في كتاب الله عز وجل. خرجه في الصفوة. وعن ابن مسعود أنه قال نعم ترجمان القرآن ابن عباس. والترجمان بفتح التاء والجيم والجمع تراجم مثل زعفران وزعافر ويقال ترجمان بفتح التاء وضم الجيم ويقال بضمهما. وعن مجاهد ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول قائل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن طاووس قال أدركت نحو خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذاكروا ابن عباس فخالفوه فلم يزل يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله. وعن ابن سيرين قال مر بجنازة على الحسن بن علي وابن عباس فقام الحسن ولم يقم ابن عباس فقال الحسن بن علي لابن عباس أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام لها فقال ابن عباس بلى قام وقعد. خرجه الترمذي. وعن يزيد ابن الأصم قال خرج معاوية حاجا معه ابن عباس فكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم. وعن مسروق قال كنت إذا رأيت عبد الله بن عباس قلت أجمل الناس وإذا تكلم قلت أفصح الناس وإذا تحدث قلت أعلم الناس. وعن الأعمش مثله وزاد فإذا اسكت قلت من أحلم الناس. وعن شقيق بن أبي وائل قال خطبنا ابن عباس وهو على الموسم فافتتح سورة النور فجعل يقرأ ويفسر فجعلت أقول ما سمعت ولا رأيت كلام رجل مثله ولو سمعته فارس والروم والترك لاسلمت. خرج جميع ذلك أبو عمر، وخرج في الصفوة حديث شقيق وقال سورة البقرة مكان سورة النور. وعن الحسن قال كان ابن عباس يقوم على منبرنا هذا فيقرأ البقرة وآل عمران فيفسرهما آية آية وكان عمر إذا ذكره قال ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول. وعن عمرو بن دينار عن ابن عمر أن رجلا
(٢٢٩)