لا ولكن اركب أنت بين يدي فركب وركبت خلفه حتى أتت المدينة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول هي أفضل بناتي أصيبت في فبلغ ذلك علي بن الحسين فانطلق إلى عروة فقال ما حديث بلغني عنك تحدثه تنتقص به حق فاطمة قال عروة ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وانى أنتقص فاطمة حقا هو لها وأما بعد فلك على أن لا أحدث به أحدا. أخرجه الدولابي. وقد روى أن أبا العاص لما أسر يوم بدر وفدى نفسه وأطلق أخذ عليه العهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينفذها إليه إذا عاد إلى مكة ففعل فجاءت مهاجرة إلى المدينة. خرجه الفضائلي، ولعل الهجرة الأولى كانت بارسال أبى العاص فلما منعتها قريش خرج زيد وأتى بها، ولا تضادد بينهما.
(ذكر إسلام زوجها أبى العاص) قال أبو عمر وغيره: كان أبو العاص بن الربيع ممن شهد بدرا مع كفار قريش وأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري فلما بعث أهل مكة فداء أسراهم قدم في فدائه أخوه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك قلادة لها كانت خديجة أمها قد أدخلتها بها على أبى العاص حين بنى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا الذي لها فافعلوا فقالوا نعم وكان أبو العاص بن الربيع مواخيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مصافيا له وكان صلى الله عليه وسلم قد شكر مصاهرته وأثنى عليها خيرا حين أبى أن يطلق زينب لما سألته قريش ذلك وهاجرت زينب مسلمة وتركته على شركه فلم يزل كذلك مقيما على الشرك حتى كان قبل الفتح خرج لتجارة إلى الشام ومعه أموال لقريش فلما انصرف قافلا لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أميرهم زيد بن حارثة وكان أبو العاص في جماعة عير وكان زيد في نحو سبعين ومائة فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال وأسروا أناسا منهم أبو العاص فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص من الليل حتى دخل على زينب فاستجار بها فأجارته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح وكبر الناس معه صرخت زينب أيها الناس