عنهم من البلاد ويعرفونهم أنهم يريدون اختيار الإمام للمسلمين فإن كان في بلد غير بلدهم من يصلح أو يرجح ممن هو في بلادهم يعرفونهم أم يختارون من غير كشف لما في البلاد ومن غير مراسلة لعلماء بلاد الاسلام فإن كان سؤال من هذه السؤالات يتعذر قيام الحجة على صحته وعلى لزومه لله جل جلاله ولزومه لرسوله صلى الله عليه وآله ولزومه لمن لا يكون مختارا لمن يختارونه من علماء الاسلام أفلا ترى تعذر ما ادعوه من اختيار الإمام.
الفصل الثاني والمائة: ولقد سمع مني بعض هذا الكلام شخص من أهل العلم من علم الكلام، فقال: إن الناس ما زالوا يعملون في مصالحهم على الظنون فقلت له هب أنهم يعملون في مصالحهم في نفوسهم بظنونهم فكيف تجاوزوا ذلك إلى التحكم على تدبير الله جل جلاله في عباده وبلاده والاقدام بظنونهم الضعيفة على هدم الاهتمام بثبوت أقدام النبوة الشريفة ونقل تدبيرها عن اليقين الشريف إلى الظن الضعيف ومن جعل لهم ولاية على كل من في الدنيا والدين وما حضروا معهم في اختيار الإمام ولا شاركوهم ولا أذنوا لهم من سائر بلاد الاسلام ومن وليهم علي وأنا غافل بعيد عنهم حتى يختاروا لي بظنهم الضعيف إماما ما وكلتهم فيه ولا أرضى أبدا بالاختيار منهم فهل هذا إلا ظلم هائل وجور شامل من غير رضى من يدعي وكالته ونيابة ما استنابه فيها من غير رضى من يدعي نيابته، ثم قلت لهم أنتم ما كنتم تتفكرون فساده في أول مرة لما أظهر العدل واجتمعتم عليه فلما تمكن منكم قتلكم وأخذ أموالكم وقد رأيتم ورأينا وسمعتم وسمعنا من اختيار الملوك والخلفاء والاطلاع