السفهاء منا حيث قالوا أرنا الله جهرة.
وكما جرى ليعقوب عليه السلام في اختياره أولاده لحفظ ولده يوسف، وغيره من اختيار الأنبياء والأوصياء والأولياء وظهر لهم بعد ذلك الاختيار ضعف تلك الآراء فإذا كان هؤلاء المعصومون قد دخل عليهم في اختيارهم ما قد شهد به القرآن والاجماع من المسلمين فكيف يكون اختيار غيرهم ممن يعرف من نفسه أنه ما مارس أبدا خلافة ولا أمارة ولا رياسة حتى يعرف شروطها وتفصيل مباشرتها فيستصلح لها من يقوم لها وما معه إلا ظن ضعيف بصلاح ظاهر من يختاره وهل يقبل عقل عاقل وفضل فاضل أن قوما ما يعرفون مباشرة ولا مكاشفة تفصيل ما يحتاج إليه من يختارونه فيكون اختيارهم لأمر لا يعرفونه حجة على من حضر وعلى من لم يحضر أما هذا من الغلط المستنكر ومن أين للذين يختارون إمامهم معرفة بتدبير الجيوش والعساكر وتدبير البلاد وعمارة الأرضين والاصلاح لاختلاف إرادات العالمين حتى يختاروا واحدا يقوم بما يجهلونه، إنا لله وإنا إليه راجعون ممن قلدهم في ذلك أو يقلدونه.
ومما يقال لهم: إن هؤلاء الذين يختارون الامام للمسلمين من الذي يختارهم لهم لتعيين الامام ومن أي المذاهب يكونون فإن مذاهب الذين يذهبون إلى اختيار الإمام مختلفة وكم يكون مقدار ما بلغوا إليه من العلوم حتى يختاروا عندها الامام وكم يكون عددهم وهل يكونون من بلد واحد أو من بلاد متفرقة وهل يحتاجون قبل اختيارهم للامام أن يسافروا إلى البلاد يستعلمون من فيها ممن يصلح للإمامة أو لا يصلح أو هل يحتاجون أن يراسلوا من بعد