فيكون الدرك عليك ولا يبقى لك عذر صحيح بين يديه.
وهيأ الله جل جلاله كتبا في يدي تتضمن ما يحتاج إليه طالب علم اللغة الذي يتقرب إليه.
واعلم يا ولدي أراك الله جل جلاله بعين أنواره ما تحتاج إلى معرفته من أسراره أنه قد صار ما في أيدي كثير من الذين يدعون العلم، علم اللغة العربية أصلا وعيارا عندهم لما في القرآن والسنة المحمدية (ص) وهو غلط من ذوي الألباب، فلقد كان الأليق بالصواب أن يجعلوا كلام الله جل جلاله وكلام رسوله (ص) وخاصته ومتقدمي الصحابة من ذوي الطباع العربية المشهور بفصاحته أصلا وعيارا لما يرد عليهم من اللغات ويبطلون ما يخالفه أو يجعلونه وجها آخر على وجه التأويلات وأما ما قد بلغ الامر إليه أن كلام بدوي جاهل بما ينطق به وشعره الذي لا حكم له هو الحجة وبه تعرف المحجة فشئ عجيب لا يرضى به كامل لبيب، وبيانه أن أكثر من يدعى سماعه من هذا البدوي قوم لو شهدوا بباقة بقل ما قبل حكم الشريعة شيئا من شهادتهم ولا معهم تواتر عن لفظ ذلك البدوي يقتضي تصديق مقالتهم فتعلم منه يا ولدي ما يكون شاهده وعاضده الكتاب والسنة وكلام الفصحاء والعلماء من سلفك الذين هم الدروع والجنة.
وهيأ الله جل جلاله لك كتبا في الاشعار تكفي ما يريد الناظر في معرفة تلك الآثار، فانظر فيها واحفظ من معانيها ما يدعو إلى الله جل جلاله وإلى رضاه وإلى رسوله صلى الله عليه وآله ومن ارتضاه، مما يبعث على مكارم