واعرض رقعتي عليه في أن يأذن لي في التدبير ويكونون حيث أقول يقولون وحيث أسكت يسكتون حتى أصلح الحال بالكلام وقد خيف على بيضة الاسلام وما يعذر الله جل جلاله من يترك الصلح بين الأنام وذكرت في المكاتبة أنني ما أسير بدرع ولا عدة إلا بعادتي من ثيابي ولكني أقصد الصلح بكل ما في أيديكم لله جل جلاله ولا أبخل بشئ لا بد منه وما أرجع بدون الصلح فإنه مما يريده الله عز وجل ويقربني منه فاعتذروا وأرادوا غير ما أردناه.
أقول: وقد حضرت عند صديق لنا وكان أستاد دار وقلت له تستأذن لي الخليفة في أن أخرج أنا وأخي الرضا وأولاد محمد بن محمد بن محمد الأعجمي ونأخذ معنا من يعرف لغة التتار ونلقاهم ونحدثهم بما يفتح الله جل جلاله علينا لعل الله جل جلاله يدفعهم بقول أو فعل أو حيلة عن هذه الديار فقال نخاف تكسرون حرمة الديوان ويعتقدون أنكم رسل من عندنا فقلت تغدوا معنا ديوانية ومن تختارون ومتى ذكرناكم أو قلنا إننا عنكم يحملون رؤوسنا إليكم فقد أنجاكم ذلك وأنتم معذورون ونحن إنما نقول إننا أولاد هذه الدعوة النبوية والمملكة المحمدية وقد جئنا نحدثكم عن ملتنا وديننا فإن قبلتم وإلا فقد أعذرنا إلى الله جل جلاله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله فقال اجلس بي موضع منفرد أشار إليه وظاهر الحال أنه أنهى ذلك إلى المستنصر جزاه الله عني ما هو أهله ثم أطال وطلبني من الموضع المنفرد وقال ما معناه إذا دعت الحاجة إلى مثل هذا أذنا لكم لأن القوم الذين قد أغاروا ما لهم متقدم تقصدونه وتخاطبونه وهؤلاء سرايا متفرقة وغارات غير متفقة فقلت