يقرء فيه الجماعة الذين تقدموني بالسنين وأنظر كل ما قاله مصنف عندي وأعرف ما بينهم من الخلاف على عادة المصنفين، وإذا حضرت مع التلامذة بالنهار أعرف ما لا يعرفون وأناظرهم وأنشط في القراءة بسرور الاستظهار، وفرغت من الجمل والعقود وقرأت (النهاية) فلما فرغت من الجزء الأول منها استظهرت على العلم بالفقه حتى كتب شيخي (محمد بن نما) خطه لي على الجزء الأول وهو عندي الان بما جرت عادته يكتبه على كتابي من شهادته في إجازته بأمور من الثناء علي أنزه قلبي عنها لأنه لا يليق ذكر ثنائي على اجتهادي بل الثناء الحق لله جل جلاله مالك دنياي ومعادي والهادي إلى إصداري وإيرادي والملهم لي صواب ما يفتحه من مرادي فقرأت الجزء الثاني من (النهاية) أيضا ومن كتاب (المبسوط) وقد استغنيت عن القراءة بالكلية وقرأت بعد ذلك كتبا لجماعة بغير شرح بل للرواية المرضية وسمعت ما يطول ذكر تفصيله وخط من سمعت منه وقرأت عليه في إجازات وعلى مجلدات جملك الله يا ولدي بمعرفة قلبك هذا العلم قليله وجليله واعلم أن الذي حصلته من كتب هذا العلم كثيرة أضعاف ما كان عندي أيام اشتغالي وحالك إنشاء الله جل جلاله أمكن من حالي بلغني الله جل جلاله به وبك ومنك وله جل جلاله أفضل من آمالي واستجاب ما علمني لك من خالص دعائي وابتهالي.
وهيأ الله جل جلاله كتبا جليلة في تفسير القرآن لمفسرين مختلفين العقائد والأديان.
واعلم يا ولدي محمد دلك الله جل جلاله على مراده منك وشرفك بدوام