والكيشي وقطب الدين الفارسي وغيرهم.
وختاما لهذا الفصل نذكر ظريفتين جميلتين حدثتا بعد انتهاء المناظرة واستبصار السلطان.
الأولى: أن العلامة بعد ما فرغ من هذه المناظرة في مجلس السلطان محمد خدابنده خطب خطبة بليغة بمثابة الشكر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي والأئمة من بعده عليهم السلام وكان في المجلس رجل من أهل الموصل يدعى أنه سيد اسمه ركن الدين الموصلي - كان قد أسكنه العلامة في المناظرة - اعترض على العلامة في هذه الخطبة فقال: ما الدليل على حواز الصلاة على غير الأنبياء؟ فقرأ العلامة في جوابه بلا انقطاع قوله تعالى: ﴿الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون﴾ (1).
فقال هذا اللاسيد من باب العناد وعقوق الآباء والأجداد: أي مصيبة أصابت عليا وأولاده ليستوجبوا بها الصلاة؟
فذكر له العلامة مصائبهم المشهورة ثم قال: وأي مصيبة أعظم عليهم وأشنع أن حصل من ذراريهم مثلك الذي يرجح المنافقين الجهال المستوجبين اللعنة والنكال عليهم.
فتعجب الحاضرون من قوة جواب العلامة وضحكوا على هذا الموصلي.
ونظم بعض الحضار الشعراء في ذلك المجلس هذين البيتين في شأن هذا السيد:
إذا العلوي تابع ناصبيا * لمذهبه فما هو من أبيه وكان الكلب خيرا منه حقا * لأن الكلب طبع أبيه فيه (2) الثانية: أن الملا حسن الكاشاني - الذي هو رجل ظريف - كان مصاحبا للعلامة حين حضوره عند السلطان وجريان المباحثة عنده فلما تشيع السلطان وتم