وقال صاحب مطالع الأنوار ضبطنا إن هنا بالفتح والكسر معا والكسر أوجه لأنه استفهام مستأنف عن الحديث إلا أنه جاء بالواو ليرد الكلام على كلام عروة لأنها من حروف الرد ويجوز الفتح على تقدير أو علمت أو حدثت أن جبريل وقت الصلاة في رواية للبخاري وقوت بالجمع وعلى الأول المراد الجنس بشير بفتح الموحدة وكسر المعجمة يحدث عن أبيه في رواية الليث عند البخاري فقال عروة سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نزل جبريل فذكر الحديث فصرح بسماعه من بشير وبسماع بشير من أبيه وبالرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وزاد عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري قال فما زال عمر يتعلم وقت الصلاة بعلامة حتى فارق الدنيا وعند بن عبد البر في التمهيد من طريق حبيب بن أبي مرزوق عن عروة فقال عمر بن عبد العزيز انظر يا عروة ما تقول ان جبريل هو الذي وقت مواقيت الصلاة قال كذلك حدثني أبو مسعود فبحث عمر عن ذلك حتى وجد ثبته فما زال عمر عنده علامات الساعات ينظر فيها حتى قبض قال بن عبد البر فإن قيل إن جهل مواقيت الصلاة لا يسع أحدا فكيف جاز ذلك على عمر بن عبد العزيز قيل ليس في جهله بالسبب الموجب لعلم المواقيت ما يدل على جهله بالمواقيت وقد يكون ذلك عنده عملا واتفاقا وأخذا عن علماء عصره ولا يعرف أصل ذلك كيف كان أبنزول من جبريل بها على النبي صلى الله عليه وسلم أو بما سنه النبي صلى الله عليه وسلم لامته كما سن غير ما شئ وفرضه في الصلاة والزكاة والحج (2) كان يصلي العصر في الصحاح العصر ان الغداة والعشي ومنه سميت صلاة العصر وفي النهاية العصر ان صلاة الفجر وصلاة العصر سميا العصرين لأنهما يقعان في طرفي العصرين وهما الليل والنهار وأخرج الدارقطني في سننه عن أبي قلابة قال إنما سميت العصر لأنها تعصر وأخرج أيضا عن شبرمة قال قال محمد بن الحنفية إنما سميت العصر لتعصر وأخرج أيضا من طريق مصعب بن محمد عن رجل قال أخر طاوس العصر جدا فقيل له في ذلك فقال إنما سميت العصر لتعصر أي ليبطأ بها قال الجوهري قال الكسائي يقال جاء فلان عصرا أي بطيئا والشمس في حجرتها للبيهقي في قصر حجرتها وهي بضم الحاء المهملة وسكون الجيم البيت قال بن سيده سميت بذلك لمنعها المال قبل أن تظهر أي ترتفع قال في المواعيب ظهر فلانا الصبح إذا علاه ومنه قوله تعالى فما اسطاعوا أن يظهره أي يعلوه وقال الخطابي معنى الظهور هنا الصعود ومنه قوله تعالى ومعارج عليها يظهرون وقال القاضي عياض قيل المراد تظهر على الجدر وقيل ترتفع كلها عن الحجرة وقيل تظهر
(١٩)