فعرف بذلك سبب تأخيره كأنه كان مشغولا إذ ذاك بشئ من مصالح المسلمين قال بن عبد البر والمراد أنه أخرها حتى خرج الوقت المستحب المرغوب فيه ولم يؤخرها حتى غربت الشمس فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوما في رواية بن جريح عند عبد الرزاق قال مسى المغيرة بن شعبة بصلاة العصر أليس قد علمت قال الحافظ القشيري قال بعض فضلاء الأدب كذا الرواية وهي جائزة إلا أن المشهور في الاستعمال ألست قلت وتوجيه الأولى أن في ليس ضمير الشأن قال القاضي عياض ظاهره يدل على علم المغيرة بذلك وقد يكون هذا على ظن أبي مسعود به ذلك لصحبته النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أن جبريل فيه ثلاث عشرة لغة قرئ بها وأكثرها في الشاذ أوردها أبو حيان في بحره والسمين في إعرابه جبريل بالكسر وبالفتح وجبرئيل كخندريس وبلا ياء بعد الهمزة وكذلك إلا أن اللام مشددة وجبرائيل وجبرائل وجبرال وجبرايل بالياء والقصر وجبراييل بياءين أولاهما مكسورة وجبرين وجبرين وجبرائين قال الإمام جمال الدين بن مالك ناظما منها سبع لغات جبريل جبريل جبرائيل جبرئل وجبرئيل وجبرال وجبرين وقلت مذيلا عليه بالستة الباقية وجبرئل وجبراييل مع بدل جبرائل وبياء ثم جبرين قولي مع بدل إشارة إلى جبرائين لأنه أبدل فيه الياء بالهمزة واللام بالنون قال بن جني في المحتسب العرب إذا نطقت بالأعجمي خلطت فيه وأصل هذا الاسم كوريال الكاف بين الكاف والقاف ثم لحقه من التحريف على طول الاستعمال ما أصاره إلى هذا التفاوت قال وقد قيل إن معنى جبريل عبد الله وذلك أن الخبر بمنزلة الرجل والرجل عبد الله وأل بالنبطية اسم الله تعالى قال ولم يسمع الجبر بمعنى الرجل إلا في شعر بن أحمر وهو قوله اشرب براووق حييت به وأنعم صباحا أيها الجبر وقال أبو حيان جبريل اسم أعجمي ممنوع الصرف للعلمية والعجمية وأبعد من ذهب إلى أنه مشتق من جبروت الله ومن ذهب إلى أنه مركب تركيب الإضافة ومن قال جبر عبد وائل الله جمعا مركبا تركيب مزج كحضرموت وقال السمين جبريل اسم أعجمي فلذلك لم ينصرف وقول من قال إنه مشتق من جبروت الله بعيد لأن الاشتقاق لا يكون في العجمة وكذا من قال إنه مركب تركيب الإضافة وأن جبرائيل معناه عبد وائل اسم من أسماء الله تعالى فهو بمنزلة عبد الله لأنه كان ينبغي أن يجري الأول بوجوه الاعراب وأن ينصرف الثاني وكذا قول المهدوي أنه مركب تركيب مزج نحو حضرموت لأنه كان ينبغي أن يبني الأول على الفتح ليس إلا قال وأما رد الشيخ أبي حيان عليه بأنه لو كان مركبا تركيب مزج لجاز فيه أن يعرب إعراب المتضايفين أو يبنى على الفتح كأحد عشر فإن كل ما ركب تركيب المزج يجوز فيه هذه الأوجه وكونه لم يسمع فيه البناء ولا جربانه مجرى المتضايفين دليل على عدم تركيبه تركيب المزج فلا يحسن ردا لأنه جاء
(١٤)